يدور الحديث دائمًا عند حلول شهر رمضان المعظم عن أثر الصيام على الحامل ومدى إمكانية الصيام لها، وما هى
المحاذير والشروط الواجب توافرها قبل الإقدام على الصوم فى هذا الشهر الفضيل، وبداية نود أنه يمكن أن تصوم السيدة
الحامل فى رمضان ولكن بمحاذير وشروط خاصة وبعد استشارة الطبيب أو الطبيبة المتابعة لحالتها وحالة الجنين الصحية.
وفي حديث مع الدكتور أسامة عزمى، أستاذ وزميل الكلية الملكية لأمراض النساء والتوليد بإنجلترا، ورئيس قسم بحوث
الصحة الإنجابية بالمركز القومى للبحوث يقول : أن معظم السيدات الحوامل حتى اللاتى لا يصمن فى رمضان تتغير
عاداتهن الغذائية فى هذا الشهر من حيث عدد ونوعية الغذاء المتناول، حيث إنه من المعروف أن الإنسان يتناول وجبتين
فقط فى رمضان وكثير من السيدات الحوامل لا يأكلن إلا مرتين فقط حتى المفطرات منهن، كما تكثر الحلويات والنشويات
والعادات الغذائية غير الصحية على الإطلاق لكل الناس وبالأخص للمرأة الحامل.
ويستطرد قائلا: بداية نحب أن نؤكد أنه يمكن أن يسمح بالصيام للمرأة الحامل فى الشهور الستة الأخيرة من الحمل إذا لم
تكن تعانى من أى مشاكل صحية تمنعها من أداء هذه الفريضة الإسلامية التى يحرص كل الناس على الوفاء بها فى
ميعادها على أن تتناول السيدة فى الإفطار ما تحتاجه من بروتينات ونشويات ودهون بكمية كافية، وأيضًا الإكثار من تناول
الفاكهة والسلطة الخضراء لما تحتويه على العديد من الأملاح والفيتامينات، فالجنين يتناول ما يحتاجه من مواد أولية مثل
السكريات والأحماض الأمينية والفيتامينات وخلافه عن طريق الحبل السرى والمشيمة، وذلك مما يتوافر فى دم الأم، كما أن
الجنين لا يتغذى طوال الوقت، ولكنه مثل الشخص البالغ له أوقات ومواعيد للأكل، ولكنها على فترات متقاربة ومتعددة.
ويضيف أنه إذا لم يجد الجنين الغذاء الكافى له فإنه يتأثر بذلك فيبدأ أولا فى التوقف عن الحركة للمحافظة على كمية
الطاقة المخزونة لديه لتوفيرها للأعضاء الأساسية بالجسم مثل المخ والقلب والغدة فوق الكلوية وإذا طالت فترة حرمان
الجنين من الغذاء لعدة أسابيع يبدأ فى حرق كمية الدهون الموجودة بالكبد والعضلات، وهنا يتعرض لنقص النمو ويعانى
من اختلال فى التمثيل الغذائى ويولد طفل قليل الوزن له مشاكل صحية كثيرة.
ويقول ليس هذا ما يحدث للجنين فى شهر رمضان المعظم إذا ما قررت الأم أن تصوم الشهر الكريم لأنه بالرغم من عدم
توافر الغذاء المطلوب للجنين بعد أربع ساعات من الصيام فإنه يتم إمداد الجنين من المخزون المتوافر بجسم المرأة، ولكن
ستلاحظ الأم قلة أو عدم حركة الجنين طوال النهار وعند موعد الإفطار، وبدأ سريان المواد الغذائية، وخصوصًا السكريات
إلى دم الأم ومنها إلى المشيمة ثم الجنين يبدأ فى الحركة بعدها مباشرة وعلى هذا فلا ينصح بالصيام لمن تعانى من الأنيميا
الحادة أو نقص السكر أو التعرض لحالات الإغماء المتكررة وعلى هذا فيمكن للأم الصيام بدون التخوف من أن يتأثر
الجنين من جراء الصيام، ولكن أحب أن أضيف أن هذا الكلام ينطبق فقط على السيدات الحوامل الآتى لا يعانين من أى
مشاكل صحية أثناء الحمل مثل ارتفاع ضغط الدم أو سكر الحمل، وأيضًا نمو الجنين قبل البدء فى الصيام مثاليًا والمشيمة
لا تعانى من تقلصات أو ضمور.
ويضيف يجب أن تقوم السيدة الحامل فى وجبة الإفطار بتناول التمر لما يحتويه من سكريات سهلة الهضم ومعادن يكون
الجسم فى أمس الحاجة إليها بعد ساعات الصيام، ثم تبدأ فى تناول الشوربة ومعها بعض الفطائر الطازجة ثم تتوقف عن
الطعام وتقوم لأداء صلاة المغرب، وهذا لأن هذا يعطى الفرصة للمعدة للبدء فى العمل بعد ساعات الكسل الطويلة ويمنع
الشعور بالتعب والإحساس بعدم القدرة على التركيز وانتفاخ وحرفان المعدة والقولون بعد تناول الإفطار الثقيل مرة واحدة،
وهو ما تشكو منه معظم السيدات الحوامل اللاتى قمن بالصيام ثم أفطرن مرة واحدة.
ويضيف أنه بعد صلاة المغرب تبدأ السيدة فى تناول السلطة الخضراء والكثير من البروتينات مثل اللحم أو الفراخ أو
الأسماك وخلافه مع تناول أى صنف من الخضراوات والإقلال من العيش والأرز والمكرونة ثم بعد نصف ساعة يمكن
للمرأة من تناول قطعة أو قطعتين من الحلوى مع تعاطى الأدوية والفيتامينات التى أوصى بها الطبيب المباشر لحالتها مع
تناول كوب كبير من اللبن.
وفى الساعة الحادية عشرة مساء يجب أن تتناول السيدة "ساندويتش" من الجبن مع طبق سلطة كبير، أما فى السحور فلابد
من تناول ملعقتى عسل أبيض وبيضة مسلوقة مع كوب زبادى على الأقل مع وجبة السحور التى لابد أن تأخير موعدها
حتى آخر وقت ممكن قبل موعد الإمساك مباشرة مع شرب حوالى 2-3 لترات من المياه والسوائل أثناء فترة الإفطار مع
كوب لبن كبير أيضًا لمنع الحموضة أثناء فترة الصيام.
.